"بشت ميسي" يفضح عنصرية الإعلام الغربي (صور)
"بشت ميسي" يفضح عنصرية الإعلام الغربي (صور)
في الوقت الذي شارك فيه العديد من دول العالم الأرجنتين الفرح بفوز منتخبها ببطولة
كأس العالم وتتويجها باللقب، للمرة الثالثة في تاريخها، إثر فوزها الدرامي على
حامل اللقب، منتخب فرنسا، انشغلت الصحف الأوروبية بلقطة التتويج، منتقدة
وبشدة ارتداء "ميسي" الزي العربي "البشت" أو
"العباءة" أثناء استلامه الكأس، بعد أن أهداه له أمير دولة قطر.
وتضاف هذه الانتقادات إلى حملة تشويه كبيرة، مارسها الغرب منذ أشهر عديدة ضد دولة قطر، بعد أن أبرزت الهوية العربية بشكل واضح، ورفضت الانصياع للمطالب الغربية بتمرير أفكارهم التي تُنافي العادات العربية والإسلامية، منذ لحظة الاستعدادات إلى أن خُتم المشهد بارتداء بطل المسابقة البشت العربي.
وكانت الصحف الألمانية في مقدمة وسائل الإعلام التي انتقدت وبشدة ارتداء ميسي "البشت" العربي، فقالت صحيفة "bazonline"على سبيل المثال: "هل كان يجب أن يهتف ميسي بزي قطر؟ هذا مخجل.. كانت لحظة تسليم الكأس تتويجًا لمسيرة ليونيل ميسي، لكنها أصبحت خطوة مفاجئة من قبل منظمي كأس العالم تزعج الآن العديد من الخبراء".
ومن جانبه وجد خبير ARD باستيان شفاينشتايجر أن الإجراء خاطئ تمامًا، وأن "ليونيل ميسي" كان دبلوماسيا، ولم يُعرف بعد ما الذي كان يفكر به في الثوب القطري الذي وضع عليه دون أن يُسأل، خاصة أن ناديه باريس سان جيرمان مملوك لصندوق ثروة سيادي قطري، مضيفا أن ذلك "مشهد غير لائق إلى حد ما، أجبره عليه رئيس FIFA جياني إنفانتينو".
وكما رأت tagesanzeiger، أن ارتداء ميسي الثوب العربي كان مفاجأة من قبل أمير قطر، وساعد فيه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، وأن ميسي بدا غير متحمس له.
تسبب رداء ليونيل ميسي الأسود في تسليم كأس العالم بالكثير من الدهشة، وقبل أن يرفع اللاعب البالغ من العمر 35 عاما الكأس الذهبية في الهواء بعد فوزه في نهائي مونديال قطر ضد فرنسا (4-2 بركلات الترجيح) مساء الأحد، لُف الأرجنتيني بما يسمى "بشت" فوق القميص التقليدي باللونين الأزرق السماوي والأبيض، فارتدى ميسي البشت الأسود الشفاف قليلاً مع الحواف الذهبية.
وانتقدت صحيفة "الغارديان" البريطانية اللقطة قائلة إن تلك الصورة كانت لحظة لاسترجاع استثمار قطر البالغة قيمته 220 مليار دولار، بينما تساءل محلل "بي بي سي سبورت" بابلو زاباليتا: "لماذا؟ لا يوجد سبب لفعل ذلك".
وعلقت صحيفة "تليغراف" البريطانية أيضا: "إنه لأمر مخزٍ أن القميص الأزرق والأبيض الذي كان يرتديه ميسي قد تمت تغطيته"، وأضافت: "لقد حطموا أعظم لقطة في التاريخ بإجبار ميسي قائد الأرجنتين ليونيل ميسي على ارتداء البشت العربي".
وقالت صحيفة "إكسربيسين" السويدية إن المشهد غريب جدا، وأضافت في تقرير لها إنه غير مفهوم ومحاولة لجعل لحظة الفوز بكأس العالم قطرية عربية أكثر من كونها رياضية عالمية- أرجنتينية، متسائلة: "هل لهذا أنفقت قطر كل هذه الدولارات؟".
وقالت فيكي بلومي، الخبيرة في TV4: من الواضح أن قطر أرادت إنهاء المونديال بمشهد سريالي، مضيفة: "يريدون كتابة التاريخ بالطريقة التي يريدونها"، وتابعت: "أرادت فرنسا رفع شارة (الحب) فرفعت قطر البشت العربي بدلا منها".
وقال الناقد الرياضي "لينوس لنجريد" لصحيفة SE24: "لقد فعلوها وهم يعلمون أن صورة ميسي سوف تعيش 100 عام حول العالم.. سوف تتساءل الأجيال لماذا كان يرتدي ميسي (عباءة قطرية عربية) ويبقى السؤال هل لو كانت فازت فرنسا هل كان سيرتدي جريزمان أو مبابي العباءة العربية؟".
ومن جانبه، علق باستيان شفاينشتايجر، لاعب منتخب ألمانيا السابق، على اللقطة: "لم أكن أعتقد أنه أمر جيد، لقد أخذت لحظة كبيرة من اللاعب، أنت تلعب كرة القدم لرفع الكأس بقميص بلدك، لا أعتقد أنه سعيد بذلك أيضًا، في رأيي، لم يكن كأس العالم ناجحاً".
وقال جاري لينيكر، لاعب منتخب إنجلترا السابق، عن لقطة ارتداء ميسي الزي القطري: "بطريقة مخزية إنهم غطوا ميسي وهو يرتدي قميصه الأرجنتيني".
ولم تكن لقطة الاحتفاء بنجم من نجوم الكرة من البلد المضيف سابقة، بل طالت اثنين من نجوم الكرة المصنفين الأفضل في القرن الماضي منهم "مارادونا" الذي فعلها في المكسيك عام 1986 في المونديال السابق الذي توج به التانجو، حيث ارتدي "مارادونا" في مونديال 1986 "الصَمْبرِيرة" وهي قبعة واسعة الحواف مصدرها المكسيك وتعتبر رمزا وطنيا وثقافيًا، وغالبا ما تستخدم في الاحتفالات المكسيكية التقليدية.
وفعلها "بيليه" أيضاً في مونديال 1970 الذي أقيم في المكسيك وبعد تتويج البرازيل بالمونديال، وارتدى "الصَمْبرِيرة" وظهر بها في أكثر من مناسبة.
انتقاد الإعلام الغربي
حظي الإعلام الغربي بانتقادات واسعة، من قبل الجمهور العربي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لعدم تقديمه تغطية حيادية لافتتاح البطولة في قطر، واتهمه كثيرون بالغطرسة، حيث تناول المنتقدون إبراز الإعلام الغربي جوانب اعتبرها سلبية، كان قد ركز عليها مرارا، قبل بدء البطولة، من قبيل معاملة قطر للعمال الأجانب، الذين شاركوا في تشييد الملاعب الضخمة، وكذلك التعامل مع "مجتمع المثليين" وعدم السماح بتناول المشروبات الكحولية، في وقت أغفل فيه هذا الإعلام -وفق المنتقدين- الأجواء الرائعة التي تجري فيها البطولة، والمنجزات الكثيرة التي قامت بها قطر من أجل إتمامها، على أحسن وجه.
وفي نظر جمهور عربي واسع، على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الأمر لم يتوقف فقط، عند إبراز الجوانب السلبية لقطر، لكنه تحول إلى السعودية أيضا، وإنجاز فريقها خلال البطولة، بعد فوزه على فريق الأرجنتين بهدفين لهدف واحد.
فقد تضمن مقال نشره موقع (The Athletic) الرياضي، الذي تملكه شركة "نيويورك تايمز" تلميحا إلى أن خسارة الأرجنتين أمام المنتخب السعودي، كان سببها "توقيع ميسي عقداً بقيمة 25 مليون جنيه استرليني سنويًا، للترويج للسعودية لاستضافة كأس العالم لعام 2030".
واعتبر ناشطون عرب، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن تلك التغطية التي تنظر بعين واحدة، تنم عن حالة من الغطرسة، والتقليل من قدرات الآخرين سواء من حيث قدرات التنظيم أو اللعب.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قد تعرضت لجانب كبير من الانتقادات، من قبل جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تجاهلها عرض حفل افتتاح كأس العالم في الدوحة، واتهم ناشطون (بي بي سي) بالانتقائية، بعد بثها فقرة في وقت الاحتفال، تتناول انتهاكات حقوق الإنسان في قطر، وكذلك لاختيارها محللين رياضيين لديهم مواقف ضد قطر.
مدافعون غربيون عن قطر
على الجانب الآخر كان هناك منابر إعلامية وإعلاميون غربيون أيضا، خرجوا للدفاع عن موقف قطر، وانتقاد أسلوب وسائل الإعلام الغربية، في ما يتعلق بتسييس بطولة كأس العالم الحالية، واصفين إياه بالنفاق.
وهاجم الصحفي البريطاني الشهير بيرس مورغان، ما وصفه بـ"النفاق الغربي"، عند تناول استضافة قطر مونديال كأس العالم 2022، وقال في مقابلة تلفزيونية، مع الإعلامية إميلي ميتليس: "أجد الكثير من الجدل المتعلق بغسيل السمعة عبر الرياضة، والذي تتهم فيه قطر، مليئاً بالنفاق الطبقي وهو مبني على تناقضات"، وأضاف: "هل نحن نظيفون أخلاقيا بما يكفي لاستضافة كأس العالم؟".
غير أن ميتليس اتهمت مورغان بتجاهل حقوق المثليين، والعمال عبر زيارته إلى قطر، ليجيبها: "هل ستزورين الشرق الأوسط مستقبلا؟"، وردت الإعلامية البريطانية: "نعم"، حينها قال مورغان إن نقاشه معها انتهى، وإن زيارتها إلى الشرق الأوسط في حالات أخرى، بعيدا عن المونديال تعني "نفاقا".
من جانبها، قالت صحيفة "ذا برنت" الأمريكية، إن هناك الكثير من النفاق والغطرسة حول انتقادات وسائل الإعلام الغربية، لكأس العالم في قطر، مشيرة إلى أن العديد من المسؤولين في الفيفا، وصفوا هذه الهجمات الكريهة بأنها تعبير عن "ازدواجية المعايير" و"دموع التماسيح" في الغرب بشكل عام.
وكانت منظمة (سكاي لاين) الدولية لحقوق الإنسان، قد رصدت جملة مخالفات مهنية، بسلوك وممارسات الجهات الإعلامية في فرنسا، ضد كأس العالم قطر 2022، وطالبت المنظمة -في بيان- بفتح تحقيق مهني مستقل، بممارسات الإعلام في فرنسا ضد قطر، وكأس العالم 2022، وضرورة نشر نتائجه.
وعلى الجانب الآخر، ووفقا للموقع الرسمي لشبكة "بي بي سي" فإن البعض يرون أنه ومع الاعتراف بأن بعض انتقادات وسائل الإعلام الغربية لقطر كانت غير موضوعية وبها قدر من النفاق، فإن جانبا من هذه الانتقادات، كان عادلا أيضا، ويعتبر هؤلاء أنه لا يمكن إسناد كل الانتقادات، إلى حالة من العنصرية.
ويرى هؤلاء أيضا أن النساء وأفراد مجتمع الميم، يواجهون تمييزا وقمعا شديدين، سواء على مستوى القانون أو في الممارسة الواقعية في قطر، ورغم أن منظمات حقوقية عدة، كانت قد أوردت انتقادات لقطر في هذا الصدد، إلا أن الجانب القطري، فند تلك الانتقادات جميعها، وطالب تلك المنظمات بتقديم دلائل عن حالات محددة، بدلا من إصدار اتهامات مطلقة.